حالات فقدان الشغف

يحدث أن يكتشف الشخص شغفه ويعمل به لوقت، ثم يفقد الشعور بهذا الشغف ولا يُقبل عليه بنفس الحماسة والرغبة والتوقد، قد يصفها البعض بحالات الانطفاء أو الفتور، ويعد النجاة من هذه الحالة بمثابة الأعجوبة وحتى لو كانت مدتها قصيرة إلا أن التساؤلات وكثافة المشاعر التي بها تجعلها أيامًا ثقيلة جدًا.

ما علينا هو أن نفهم وندرك طبيعة تكوّن هذا الشغف لدينا، ما الشعور الذي يمنحنا إياه؟ لماذا هو بالضبط؟ ما المعنى الذي يشبعه فينا؟ فإذا فهمت هذه الأسئلة وعرفت إجاباتها انطلقت من نقطة صحيحة ثابتة وواضحة ومركزة بعيدة عن العشوائية.

أن تعرف شغفك لا يكفي، إنما يجب أن تعرف لماذا وكيف تؤدي رسالتك وتخدم ذاتك والآخرين من خلاله وإلى أين الوجهة به، وهذا ما سيجعلك تركز في كل مرة تكاد فيها أن تفقد شغفك، فالطريق طويل والتحديات كثيرة ومن كل جانب.

فقدان الشغف ليس بالأمر المستبعد ويحدث بشكل مستمر للأشخاص ولا يكاد أحد منّا إلا ومر به، لذلك فسلاحك وتقوية مناعتك تكمن في الفهم والإدراك لنفسك وللواقع الذي يحيط بك.

ما هي احتمالات فقدان الشغف ؟ أو متى قد يحدث ؟ وكيف نتجاوزها ؟

  • الرغبة بنتائج غير معقولة : يتم فقدان الشغف في حالة وضع الشخص نتائج معينة غير واقعية يريد تحقيقها، مما جعل الخسارات والفشل والنتائج السلبية تتوالى، ومع التكرار قد يفقد شغفه وحماسه تجاه الأمر. يمكن تجاوز هذه النقطة بوضع أهداف ذكية ومعقولة التحقيق وواقعية وأن يستشير أصحاب الخبرة ويستعين بعقلياتهم ويفهم دروس الفشل ويخاطر مخاطرات مدروسة.
  • العمل الفردي : يفقد الشخص شغفه حين لا يجد الدعم والمساندة، وهنا يجب أن يقوي من نظام تحفيزه الداخلي وينطلق من إيمانه ورغبته ورؤاه الخاصة. يتم تجاوز هذه الإشكالية بالعمل مع فريق متناغم ومحفز ويلتقي بنفس الرؤى والأهداف.
  • عشوائية المسار المهني : قد يتم فقدان الشغف إن تم تحويله لمسار مهني بطريقة عشوائية ولم يتم تأسيسه بالشكل الصحيح أو لم يجعل له نظام إدارة جيد، هنا تتفاقم المسؤوليات وتصبح مرهقة للدرجة التي يتحول الأمر من ممتع لمرهق. يتم تجاوز هذا بأن توازن بين شغفك وإمكانياتك الحالية وما تريد الوصول إليه، دائمًا هناك ثمن وأن تفقد جزء من الشغف حين تكبر الإلتزامات فهذا شيء طبيعي، ولكن أن تفقده بالكلية فهذه المشكلة!
  • عدم الإشباع : إذا لم يعد هذا الشغف يشبع شعور معين فإن الحماس تجاهه ينطفئ، لذلك فإن فهم تكوين الشغف ولماذا هو بالضبط والعودة للأسئلة الأصلية مهم جدًا.
  • عدم التطوير : يفقد الشخص شغفه إذا توقف عن التطويروالتعلم والخروج عن دائرة الإرتياح، فيصبح الأمر كالروتين مملًا ولا معنى له.
  • العمل في نقاط ليست من ضمن الإمكانيات الفردية : هناك شغف وهناك تفاصيل لتطويره ، أن تعمل في التفاصيل التي ليست ضمن نقاط قوتك وامكانيتك يجعلك تتشتت وترهق ، لذلك سلّم المهام الجانبية للأشخاص الشغوفين بها.

فقدان الشغف حالة طبيعية قد يمر بها الجميع من وقت لآخر، ولكن أن يكون لديك نظام داخلي يمكنك من فهم نفسك وما الذي يحدث معك فهذا أشبه بطوق نجاة.

أخيرًا هذه ثلاثة رسائل تذكرها دائمًا :

  • اطلب من الله أن يعينك على أداء رسالتك ويعطيك من القوة لحملها وأن يشدد أزرك بالملهمين والمعينين لك.
  • استعن بمرشد خبير في مجالك.
  • افهم نفسك وتكوينك.

نُشر بواسطة خلود بادحمان

أشاركك أفكاري

أضف تعليق